قال الله تعالى ذكره : { ولقد آرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما } .
وهذه الآية وعيد من الله للمشركين من قريش القائلين للمؤمنين منهم : اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم . فيها تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم مما لحقه من قومه .
فالمعنى تسل يا محمد ولا تحزن فإن مصيرك ومصير من آمن بك إلى النجاة ، ومصير من كفر بك إلى البوار والهلاك كفعلنا بنوح وقومه .
ذكر عون ابن أبي شداد{[54411]} : أن الله جل ذكره أرسل نوحا إلى قومه وهو ابن خمسين وثلاثمائة سنة ، فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما .
ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلاث مائة سنة{[54412]} .
وروى ابن وهب{[54413]}عمن سمع عبد الوهاب بن مجاهد{[54414]} يقول : مكث نوح يدعو قومه إلى الله ألف سنة إلا خمسين عاما ، يدعوهم إلى الله يسره إليهم . قال : ثم يجهر به إليهم ، قال : فيأخذونه ، فيخنقونه حتى يغشى عليه فيسقط مغشيا عليه ، ثم يفيق فيقول : اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون قال : ويقول للرجل ابنه : يا أبه ، ما لهذا الشيخ يصبح كل يوم ولا يفيق ، فيقول له : أخبرني جدي أنه لم يزل على هذا منذ كان .
وقوله تعالى ذكره : { فأخذهم الطوفان وهم ظالمون } .
أي أهلكهم الماء الكثير في حال كفرهم وظلمهم لأنفسهم . وكل ماء كثير فاش فهو عند العرب طوفان{[54415]} . وكذلك الموت الذريع الكثير ، يقال له : طوفان{[54416]} . مشتق من طاف يطوف وهو اسم موضوع لما أحاط بالأشياء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.