قوله عز وجل : { وَمِنَ الناس مَن يَقُولُ ءامَنَّا بالله } نزلت في عياش بن أبي ربيعة هاجر إلى المدينة قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إليها ، فجزعت أمه من ذلك جزعاً شديداً . فقالت لأخويه : أبي جهل بن هشام والحارث بن هشام ، وهما أخواه لأمه ، وأبناء عمه ، فخرجوا في طلبه ، فظفروا به . وقالوا له : إن برّ الوالدة واجب ، فعليك أن ترجع فتبرها ، فإنها حلفت أن لا تأكل ولا تشرب ، وأنت أحب الأولاد إليها ، فلم يزالوا به حتى تتابعهم ، فجاؤوا به إلى أمه ، فعمدت أمه فقيدته ، وقالت : والله لا أحلك من وثاقك حتى تكفر بمحمد ، وضربوه حتى رجع إلى دينهم فنزل { وَمِنَ الناس مَن يَقُولُ ءامَنَّا بالله } { فَإِذَا أُوذِىَ فِى الله } يعني : عذب في دين الله عز وجل : { جَعَلَ فِتْنَةَ الناس } يعني : عذاب إخوته في الدنيا { كَعَذَابِ الله } في الآخرة ويقال نزلت في قوم من المسلمين أخذوهم إلى مكة ، وعذبوهم حتى ارتدوا فنزل { مِنَ الناس *** مَن يِقُولُ ءامَنَّا بالله فَإِذَا أُوذِىَ فِى الله جَعَلَ فِتْنَةَ الناس كَعَذَابِ الله } يعني : جزع من ذلك كما يجزع من عذاب الله فينبغي للمسلم أن يصبر على إيذائه في الله ، وصارت الآية لجميع المسلمين ليصبروا على ما أصابهم في الله عز وجل .
ثم قال : { وَلَئِنْ جَاء نَصْرٌ مّن رَّبّكَ } يعني : لو يجيء نصر من الله عز وجل بظهور الإسلام والغلبة على العدو بمكة وغيرها { لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ } أي : على دينكم { أَوَلَيْسَ *** الله بِأَعْلَمَ } يعني : أوليس الله عليم { بِمَا فِى صُدُورِ العالمين } من التصديق والتكذيب أعلم بمعنى عليم يعني : هو عليم بما في قلوب الخلق ويقال : معناه هو أعلم بما في صدورهم منهم . أي : بما في صدور أنفسهم
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.