{ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ الله الكِتاب } أي التوراة والإنجيل { والحكم } يعني الفهم { والنبوة } وهو عيسى ابن مريم عليهما السلام { ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ } ما جاز له أن يقول للناس : { كُونُواْ عِبَادًا لّي مِن دُونِ الله } ويقال : إن اليهودَ والنصارى اختلفوا فيما بينهم ، فجاء الفريقان جميعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال كل فريق : نحن أولى بإبراهيم عليه السلام . فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كُلُّكُمْ عَلَى الخَطَأ " فغضبوا . وقالوا : والله ما تريد إلا أن نتخذك حَنَّاناً ، أي معبوداً ، فأنزل الله تعالى { مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيهُ الله الكتاب } ، يعني القرآن { والحكم } ، يعني الحلال والحرام والنبوة ، { ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله } { ولكن } يقول لهم { كُونُواْ ربانيين } أي متعبدين ويقال كونوا علماء فقهاء .
قال الزجاج : الربانيون أرباب العلم ، والبيان ، أي كانوا علماء { بِمَا كُنتُمْ تُعَلّمُونَ الكتاب } أي كونوا عاملين بما كنتم تعلمون ، لأن العالم إنما يقال له عالم إذا عمل بما علم ، وإن لم يعمل بعلمه ، فليس بعالم ، لأن من ليس له من علمه منفعة ، فهو والجاهل سواء ثم قال : { وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ } يقول بما كنتم تقرؤون يعني كونوا علماء بذلك عاملين به . قرأ ابن كثير ونافع ، وأبو عمرو «بما كنتم تَعْلَمُون » بنصب التاء والتخفيف ، يعني يُعَلِّمكم الكتاب ودراستكم والباقون بضم التاء والتشديد يعني تُعَلِّمُون غيركم فإنما يأمركم بذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.