ثم رجع إلى آدم عليه السلام فقال عز وجل : { ثُمَّ سَوَّاهُ } يعني : سوى خلقه { وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ } .
ثم رجع إلى ذريته فقال : { وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والأبصار } ويقال : هذا كله في صفة الذرية يعني : ثم { جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مّن مَّاء مَّهِينٍ } يعني : من نطفة ضعيفة { ثُمَّ سَوَّاهُ } يعني : جمع خلقه في رحم أمه { وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ } يعني : جعل فيه الروح بأمره ، { وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والأبصار والأفئدة } .
ثم قال : { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } يعني : لا تشكرون رب هذه النعم على حسن خلقكم ، فتوحّدوه . فلا تستعملوا سمعكم وأفئدتكم إلا في طاعتي . ويقال : { ما } هاهنا صلة . فكأنه يقول : تشكرونه قليلاً . ويقال : { ما } بمعنى : الذي . فكأنه قال : فقليل الذي تشكرون ، وقد يكون الكلام بعضه بلفظ المغايبة وبعضه بلفظ المخاطبة ، كما قال هاهنا : ثم قال : { ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ } { ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ } بلفظ المغايبة . ثم قال : { وَجَعَلَ لَكُمُ } بلفظ المخاطبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.