بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱلَّذِيٓ أَحۡسَنَ كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقَهُۥۖ وَبَدَأَ خَلۡقَ ٱلۡإِنسَٰنِ مِن طِينٖ} (7)

قوله عز وجل : { الذي أَحْسَنَ كُلَّ شيء خَلَقَهُ } قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر : { خَلَقَهُ } بجزم اللام . وقرأ الباقون : بالنصب فمن قرأ بالجزم فمعناه : الذي أحسن كل شيء .

وروي عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال : " الإنسان في خلقه حسن ، والخنزير في خلقه حسن ، وكل شيء في خلقه حسن " . ومن قرأ بالنصب فعلى فعل الماضي يعني : خلق كل شيء على إرادته ، وخلق الإنسان في أحسن تقويم . ويقال : الذي علم خلق كل شيء خلقه . يعني : علم كيف خلق . ويقال : هل تحسن شيئاً . يعني : تعلم . ومعناه : الذي علم خلق كل شيء خلقه . ويقال : الحسن عبارة عن الزينة . يعني : الذي زين كل شيء خلقه وأتقنه كما قال : { وَتَرَى الجبال تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِي تَمُرُّ مَرَّ السحاب صُنْعَ الله الذي أَتْقَنَ كُلَّ شيء إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ } [ النمل : 88 ] .

ثم قال : { وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسان مِن طِينٍ } يعني : خلق آدم عليه السلام من طين من أديم الأرض .