بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ يَعۡرُجُ إِلَيۡهِ فِي يَوۡمٖ كَانَ مِقۡدَارُهُۥٓ أَلۡفَ سَنَةٖ مِّمَّا تَعُدُّونَ} (5)

ثم قال عز وجل : { يُدَبّرُ الأمر } يقول : يقضي القضاء { مِنَ السماء إِلَى الأرض } يعني : يبعث الملائكة من السماء إلى الأرض { ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ } يعني : يصعد إليه .

قال أبو الليث رحمه الله : حدثنا عمرو بن محمد بإسناده عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن سابط . قال : " يدبر أمر الدنيا أربعة : جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل . أما جبرائيل فموكل بالرياح والجنود ، وأما ميكائيل فموكل بالنبات والقطر ، وأما ملك الموت فموكل بقبض الأرواح ، وأما إسرافيل فهو ينزل بالأمور عليهم ، فذلك قوله عز وجل : { يُدَبّرُ الأمر مِنَ السماء إِلَى الأرض } .

ثم قال : { ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ في يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ } يعني : في يوم واحد من أيام الدنيا كان مقدار ذلك اليوم { أَلْفَ سَنَةٍ مّمَّا تَعُدُّونَ } أنتم . وقال القتبي : معناه يقضي في السماء ، وينزله مع الملائكة إلى الأرض ، فتوقعه الملائكة عليهم السلام في الأرض . { ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَى السماء } فيكون نزولها ورجوعها في يوم واحد مقدار المسير ، على قدر سيرنا { أَلْفَ سَنَةٍ } لأنّ بعد ما بين السماء والأرض خمسمائة عام . فيكون نزوله وصعوده ألف عام في يوم واحد . وروى جويبر عن الضحاك { في يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ } قال : يصعد الملك إلى السماء مسيرة خمسمائة عام ، ويهبط مسيرة خمسمائة عام ، في كل يوم من أيامكم وهو مسيرة ألف سنة .