بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَكَيۡفَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ جَآءُوكَ يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّآ إِحۡسَٰنٗا وَتَوۡفِيقًا} (62)

قوله تعالى : { فَكَيْفَ إِذَا أصابتهم مُّصِيبَةٌ } يقول : فكيف يصنعون إذا أصابتهم عقوبة { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } أي بما عملت أيديهم { ثُمَّ جاءوك يَحْلِفُونَ بالله } قال في رواية الكلبي : نزلت في شأن ثعلبة بن حاطب ، كانت بينه وبين الزبير بن العوام خصومة ، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير ، فخرجا من عنده فمرا على المقدام بن الأسود ، فقال المقدام لمن كان القضاء يا ثعلبة ؟ فقال ثعلبة : قضى لابن عمته الزبير ولوى شدقه على وجه الاستهزاء ، فنزلت هذه الآية { فَكَيْفَ إِذَا أصابتهم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } أي بليه شدقه ، فلما نزلت هذه الآية أقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتذر إليه ويحلف .

وذلك قوله : { ثُمَّ جاءوك يَحْلِفُونَ بالله إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً } أي ما أردنا إلا الإحسان في المقالة { وَتَوْفِيقاً } يقول : صواباً . وقال الضحاك ومقاتل : نزلت في شأن الذين بنوا مسجد ضرار ، فلما أظهر الله نفاقهم وأمر بهدم المسجد ، حلفوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم دفعاً عن أنفسهم : ما أردنا ببناء المسجد إلا طاعة الله وموافقة الكتاب .