فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٖ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡ كَفَّرَ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَأَصۡلَحَ بَالَهُمۡ} (2)

{ والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم( 2 ) } .

والذين صدقوا بعقولهم واستيقنوا بقلوبهم واطمأنت صدورهم بجوانب الإيمان ؛ ثم صدقت جوارحهم ما انطوت عليه جوانحهم فاستقاموا على الأعمال الصالحة التي ترضي المولى- تبارك اسمه- وصدّقوا ما أوحي إلى محمد- وهذا من عطف الخاص على العام- فإن الإيمان بأقدس الكتب السماوية وأبقاها مندرج في الإيمان المذكور أول الآية ، لكن خصه بتكرار الإيمان به منفردا تنويها بشأنه ، وتنبيها على سمو مقامه بين ما يجب الإيمان به ؛ { وهو الحق من ربهم } فالقرآن حق نسخ ما قبله ، ولا يأتي بعده ما ينسخه ، بل هو خالد ، تكفل الله تعالى بحفظه .

{ كفر عنهم سيئاتهم } أزالها عنهم وصفح وعفا ، فلن يؤاخذهم بذنوب يسيرة ألموا بها { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما }{[4796]} ؛ { الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم . . }{[4797]} . { وأصلح بالهم } أصلح حالهم وشأنهم في الدين والدنيا ؛ { . . ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى }{[4798]} .


[4796]:سورة النساء. الآية 31.
[4797]:سورة النجم. من الآية 32.
[4798]:سورة النجم. من الآية 31.