بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِٱلشَّهَٰدَةِ عَلَىٰ وَجۡهِهَآ أَوۡ يَخَافُوٓاْ أَن تُرَدَّ أَيۡمَٰنُۢ بَعۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱسۡمَعُواْۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ} (108)

قوله تعالى : { ذلك أدنى أَن يَأْتُواْ بالشهادة }

يعني : ذلك أحرى وأجدر { أن يأتوا بالشهادة } . يعني : يقيموا الشهادة { على وَجْهِهَا } كما كانت . يعني : يقيموا شهادة المدعي مقام شهادة المدعى عليه إذا ظهرت الخيانة ، لكي لا يخونا في الشهادة ، ويأتيا بالشهادة { على وجهها } .

ثم قال : { أَوْ يخافوا أَن تُرَدَّ أيمان بَعْدَ أيمانهم } يعني : إذا خافا أن ترد اليمين إلى غيرهما ، امتنعا عن الكذب . وقد احتج بعض الناس بهذه الآية بأن اليمين ترد إلى المدعي ، ولا حجة له فيه ، لأن ردّ اليمين حادثة أخرى ، وهو ظهور الخيانة منهما . لأن دعوى الثاني دعوى الشرى ، ودعوى الأول دعوى الكتمان .

ثم قال : { واتقوا الله } ولا تخونوا { واسمعوا } ما تؤمرون به ، { والله لاَ يَهْدِي القوم الفاسقين } يعني : الخائنين .