تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِٱلشَّهَٰدَةِ عَلَىٰ وَجۡهِهَآ أَوۡ يَخَافُوٓاْ أَن تُرَدَّ أَيۡمَٰنُۢ بَعۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱسۡمَعُواْۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ} (108)

{ ذلك أدنى } ، يعني أجدر ، نظيرها في النساء ، { أن يأتوا } ، يعني النصرانيين ، { بالشهادة على وجهها } ، كما كانت ولا يكتمان شيئا ، { أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم } ، يقول : أو يخافوا أن يطلع على خيانتهم فيرد شهادتهما بشهادة الرجلين

المسلمين من أولياء الميت ، فحلف عبد الله والمطلب كلاهما أن الذي في وصية الميت حق ، وأن هذا الإناء من متاع صاحبنا ، فأخذوا تميم بن أوس الداري ، وعدى بن بندا النصرانيين بتمام ما وجدوا في وصية الميت حين اطلع الله عز وجل على خيانتهما في الإناء ، ثم وعظ الله عز وجل المؤمنين ألا يفعلوا مثل هذا ، وألا يشهدوا بما لم يعاينوا ويروا ، فقال سبحانه يحذرهم نقمته : { واتقوا الله واسمعوا } مواعظه ، { والله لا يهدي القوم الفاسقين } ، وأن تميم بن أوس الداري اعترف بالخيانة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "ويحك يا تميم ، أسلم يتجاوز الله عنك ما كان في شركك" ، فأسلم تميم الداري ، وحسن إسلامه ، ومات عدى بن بندا نصرانيا .