بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَيَبۡلُوَنَّكُمُ ٱللَّهُ بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلصَّيۡدِ تَنَالُهُۥٓ أَيۡدِيكُمۡ وَرِمَاحُكُمۡ لِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ مَن يَخَافُهُۥ بِٱلۡغَيۡبِۚ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَلَهُۥ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (94)

قوله تعالى :

{ يا أيها الذين آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ الله بِشَيْء مّنَ الصيد }

يعني : ليختبرنّكم الله . والاختبار من الله هو إظهار ما علم منهم بشيء من الصيد . يعني : ببعض الصيد . فتبعيضه يحتمل أن يكون معناه : ما داموا في الإحرام ، فيكون ذلك بعض الصيد ، ويحتمل أن يكون على معنى التخصيص ، يحمل ذلك على وجه تبيين جنس من الأجناس كما قال : { ذلك وَمَن يُعَظِّمْ حرمات الله فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأنعام إِلاَّ مَا يتلى عَلَيْكُمْ فاجتنبوا الرجس مِنَ الأوثان واجتنبوا قَوْلَ الزور } [ الحج : 30 ] ويحتمل بعض الصيد ، يعني صيد البر دون صيد البحر ، { تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ } يعني : تأخذونه بأيديكم بغير سلاح ، مثل البيض والفراخ ، { ورماحكم } يعني : تأخذونه بسلاحكم ، وهو الكبار من الصيد ، { لِيَعْلَمَ الله مَن يَخَافُهُ بالغيب } يعني : يميز الله من يخاف من الذين لا يخافون .

وبيّن فضل الخائفين : { فَمَنِ اعتدى بَعْدَ ذلك } يعني : من أخذ الصيد بعد النهي { فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ } يعني : وجيع يعني الكفارة والتعذيب في الدنيا والآخرة ، والعذاب إن مات بغير توبة .