بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (90)

قوله تعالى :

{ يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ }

نزلت هذه الآية في شأن سعد بن أبي وقاص ، لأنهم كانوا يشربونها ، وكانت لهم حلالاً . فجرى بين سعد وبين رجل من الأنصار افتخار في الأنساب ، فاقتتلا ، فشج رأس سعد ، فدعا عمر بن الخطاب ، فقال : اللهم أرنا رأيك في الخمر ، فإنها متلفة للمال ، مذهبة للعقل ، فنزلت هذه الآية التي في سورة البقرة { يَسْألُونَكَ عَنِ الخمر والميسر قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ ومنافع لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْألُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العفو كذلك يُبيِّنُ الله لَكُمُ الآيات لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } [ البقرة : 219 ] فقال عمر : اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً فنزلت هذه الآية : { إِنَّمَا الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رِجْسٌ مّنْ عَمَلِ الشيطان } يعني : حرام ، وهو من تزيين الشيطان ، { فاجتنبوه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } يعني : فاتركوا شربها ، ولم يقل : فاجتنبوها ، لأنه انصرف إلى المعنى ، ومعناه : اجتنبوا ما ذكرنا ونهيناكم عن ذلك ، قوله : { وَهُوَ الذي أَنشَأَ جنات معروشات وَغَيْرَ معروشات والنخل والزرع مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ والزيتون والرمان متشابها وَغَيْرَ متشابه كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَآ أَثْمَرَ وَأتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تسرفوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المسرفين } [ الأنعام : 141 ] ولم يقل : من ثمرها .