بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ إِنِ ٱسۡتَطَعۡتُمۡ أَن تَنفُذُواْ مِنۡ أَقۡطَارِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ فَٱنفُذُواْۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلۡطَٰنٖ} (33)

ثم قال : { يا معشر الجن والإنس إِنِ استطعتم } يعني : إن قدرتم { أَن تَنفُذُواْ مِنْ أقطار السماوات والأرض } يعني : أن تخرجوا من أطراف السماوات ، والأرض ، ونواحيها ، { فانفذوا } يعني : فاخرجوا إن استطعتم . قال مقاتل : هذا الخطاب للجن ، والإنس في الدنيا . يعني : إن استطعتم أن تخرجوا من أقطار السماوات والأرض هروباً من الموت ، فانفذوا { لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بسلطان } يعني : أينما أدرككم الموت . وروي عن ابن عباس أنه قال : هذا الخطاب في يوم القيامة ، وذلك أن السماء تتشقق بالغمام ، وتنزل ملائكة السماوات ، ويقومون حول الدنيا محيطين بها ، وجاء الروح وهو ملك يقوم صفّاً وهو أكبر من جميع الخلق ، فحينئذٍ يقال لهم : { إِنِ استطعتم أَن تَنفُذُواْ مِنْ أقطار السماوات والأرض فانفذوا لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بسلطان } يعني : لا تنجون إلا بحجة ، وبرهان .