الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ إِنِ ٱسۡتَطَعۡتُمۡ أَن تَنفُذُواْ مِنۡ أَقۡطَارِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ فَٱنفُذُواْۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلۡطَٰنٖ} (33)

قوله : { فَانفُذُواْ } : أمرُ تعجيزٍ : والنُّفوذُ : الخروج بسرعة وقد تقدَّم في أولِ البقرة : أنَّ ما فاؤُه نونٌ وعينُه فاءٌ يَدُلُّ على الخروج كنَفَق ونَفَرَ . و " إلاَّ بسُلْطان " حالٌ أو متعلِّقٌ بالفعلِ قبلَه . وقرأ زيد بن علي " إنْ اسْتَطَعْتما " خطاباً للثَّقَلَيْن ، وحَقُّه أَنْ يمشيَ على سَنَنٍ واحدٍ فيَقْرأَ " أنْ تَنْفَذا ، لا تنفُذان " والعامَّةُ جعلوه كقولِه : { وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ } [ الحجرات : 9 ] إذ تحت كلِّ واحدٍ أفرادٌ كثيرةٌ وقد رُوْعي لفظُ التثنية في قوله بعدُ : " يُرْسَلُ عليكما " فلا تبعدُ قراءةُ زيدٍ .