محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ إِنِ ٱسۡتَطَعۡتُمۡ أَن تَنفُذُواْ مِنۡ أَقۡطَارِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ فَٱنفُذُواْۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلۡطَٰنٖ} (33)

{ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان 33 } .

{ فبأي آلاء ربكما تكذبان 34 } .

{ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض } أي تجوزوا أطراف السموات والأرض فتعجزوا ربكم ، أي بخروجكم عن قهره ومحل سلطانه ومملكته حتى لا يقدر عليكم { فانفذوا } أي فجوزوا واخرجوا { لا تنفذون إلا بسلطان } أي بقوة وقهر وغلبة ، وأنّى لكم ذلك ؟ ونحوه {[6892]} { وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء } ويقال : معنى الآية : إن استطعتم أن تعلموا ما في السماوات والأرض فاعلموه ، ولن تعلموه إلا بسلطان ، يعني : البينة من الله تعالى . والأول أظهر ، لأنه لما ذكر في الآية الأولى أنه لا محالة مُجاز للعباد ، عقبه بقوله : { إن استطعتم . . . } الخ . لبيان أنهم لا يقدرون على الخلاص من جزائه وعقابه ، إذا أراده . { فبأي آلاء ربكما تكذبان } قال ابن جرير :{[6893]} أي من التسوية بين جميعكم ، بأن جميعكم لا يقدرون على خلاف أمر أراده بكم .

وقال القاضي : أي من التنبيه والتحذير والمساهلة والعفو مع كمال القدرة .


[6892]:[29 / العنكبوت / 22].
[6893]:انظر الصفحة رقم 138 من الجزء السابع والعشرين(طبعة الحلبي الثانية(.