ثم قال{[66407]} { يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا } [ 31 ] أي : إن استطعتم{[66408]} ] أن تجوزوا أقطار السماوات والأرض فتعجزوا ربكم حتى لا يقدر عليكم فجوزوا فإنكم لا تجوزوا لذلك{[66409]} إلا بحجة ربكم ، يقال لهم ذلك يوم القيامة .
والمعنى سنقصد لكم يوم القيامة فيقال لكم إن قدرتم أن تجوزوا{[66410]} أقطار السماوات والأرض فتعجزوا ربكم فلا يصل إلى{[66411]} عذابكم فجوزوا فإنكم لا تقدرون على ذلك إلا بحجة من عند ربكم تنجيكم .
قال الضحاك إذا كان يوم القيامة أمر الله جل وعز السماء الدنيا [ فتشققت ]{[66412]} بأهلها ومن فيها من الملائكة فأحاطوا بالأرض ومن عليها ، ثم الثانية ، ثم الثالثة ، ثم الرابعة ، ثم الخامسة ، ثم السادسة ، ثم السابعة فصفوا صفا دون صف ثم ينزل الملك{[66413]} الأعلى على مجنبته اليسرى جهنم ، فإذا رآها أهل الأرض نادوا فلا يأتون قطرا من أقطار الأرض إلا وجدوا سبعة صفوف{[66414]} من الملائكة فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه فذلك قوله عز وجل{[66415]} { إني أخاف عليكم يوم التناد }{[66416]} على قراءة من قرأ بالتشديد { يوم تولون مدبرين }{[66417]} ، وذلك قوله تعالى : { وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم }{[66418]} وهو قوله { يا معشر الجن والإنس } . . الآية وذلك قوله { وانشقت السماء فهي يومئذ واهية والملك على أرجائها }{[66419]} .
وعن الضحاك أيضا أن المعنى : أن استطعتم أن تهربوا من الموت فاهربوا فإنه مدرككم{[66420]} . وقال ابن عباس معناه : إن استطعتم أن تعلموا ما في السماوات والأرض فأعلموا ولن تعلموا إلا بسلطان ، أي : ببينة من الله تعالى{[66421]} .
وعن ابن عباس أيضا أن معناه : لا تخرجون من سلطاني وقدرتي{[66422]} عليكم{[66423]} . والأقطار جمع قطر وهي الأطراف والنواحي ، ويقال فيها الأقتار بالتاء يقال قطر الدار وقترها{[66424]} . قال مجاهد : إلا بسلطان : إلا حجة{[66425]} . وقال قتادة : إلا بملك/ وليس لكم ملك{[66426]} . ثم قال { فبأي آلاء ربكما تكذبان }{[66427]} قد{[66428]} تقدم تفسيره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.