واختلف الناسُ في معنى قوله تعالى : { إِنِ استطعتم أَن تَنفُذُواْ } الآية : فقال الطبريُّ : قال قوم : المعنى : يُقَالُ لهم يومَ القيامة : { يا معشر الجن والإنس إِنِ استطعتم } الآية ، قال الضَّحَّاك : وذلك أَنَّهُ يَفِرُّ الناسُ في أقطار الأرض ، والجِنُّ كذلك ؛ لما يَرَوْنَ من هول يوم القيامة ، فيجدون سَبْعَةَ صفوف من الملائكة ، قد أحاطَتْ بالأرض ، فيرجعون من حيثُ جاؤوا ، فحينئذٍ يقال لهم : { يا معشر الجن والإنس } ، وقال بعض المفسِّرين : هي مخاطبةٌ في الدنيا ، والمعنى : إنِ استطعتم الفِرَارَ مِنَ المَوْتِ بأنْ تَنْفُذُوا من أقطار السماوات والأرض ، فانفذوا ، ( ت ) : والصوابُ الأول .
وقوله : { فانفذوا } : صيغة أمر ، ومعناه : التعجيز ، و{ شُّوَاظُ } : لَهَبُ النار ؛ قاله ابن عباس وغيره ، قال أبو حَيَّان : ( الشُّوَاظُ ) هو اللهب الخالصُ بغَيْرِ دُخَانٍ ، انتهى . و( النُّحَاسُ ) : هو المعروف ؛ قاله ابن عباس وغيره ، أي : يُذَابُ ويُرْسَلُ عليهما ، ونحوه في البخاريِّ ، قال ( ص ) : وقال الخليل : النُّحَاسُ هنا هو : الدُّخَانُ الذي لا لَهَبَ له ، ونقله أيضاً أبو البقاء وغيره ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.