والنفوذ : الخروج من الشيء بسرعة .
والظاهر أن قوله : { يا معشر } الآية من خطاب الله إياهم يوم القيامة ، { يوم التناد } وقيل : يقال لهم ذلك .
قال الضحاك : يفرون في أقطار الأرض لما يرون من الهول ، فيجدون الملائكة قد أحاطت بالأرض ، فيرجعون من حيث جاءوا ، فحينئذ يقال لهم ذلك .
وقيل : هو خطاب في الدنيا ، والمعنى : إن استطعتم الفرار من الموت .
وقال ابن عباس : { إن استطعتم } بأذهانكم وفكركم ، { أن تنفذوا } ، فتعلمون علم { أقطار } : أي جهات { السماوات والأرض } .
قال الزمخشري : { يا معشر الجن والإنس } ، كالترجمة لقوله : { أيها الثقلان } ، { إن استطعتم } أن تهربوا من قضائي ، وتخرجوا من ملكوتي ومن سمائي وأرضي فافعلوا ؛ ثم قال : لا تقدرون على النفوذ { إلا بسلطان } ، يعني : بقوة وقهر وغلبة ، وأنى لكم ذلك ، ونحوه : { وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء } انتهى .
وقال قتادة : السلطان هنا الملك ، وليس لهم ملك .
وقال الضحاك أيضاً : بينما الناس في أسواقهم ، انفتحت السماء ونزلت الملائكة ، فتهرب الجن والإنس ، فتحدق بهم الملائكة .
وقرأ زيد بن علي : إن استطعتما ، على خطاب تثنية الثقلين ومراعاة الجن والإنس ؛ والجمهور : على خطاب الجماعة إن استطعتم ، لأن كلاً منهما تحته أفراد كثيرة ، كقوله : { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.