بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نَٰجَيۡتُمُ ٱلرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيۡ نَجۡوَىٰكُمۡ صَدَقَةٗۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ لَّكُمۡ وَأَطۡهَرُۚ فَإِن لَّمۡ تَجِدُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} (12)

قوله تعالى : { يا أَيُّهَا الذين آمَنُواْ إِذَا ناجيتم الرسول } يعني : إذا كلمتم الرسول سراً ، { فَقَدّمُواْ بَيْنَ يَدَي نجواكم صَدَقَةً } يعني : تصدقوا قبل كلامكم بصدقة . { ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ } يعني : التصدق خير لكم من إمساكه ، { وَأَطْهَرُ } لقلوبكم وأزكى من المعصية . { فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ } ما تتصدقون ، { فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } لِمَنْ لم يجد الصدقة ، وذلك أن الأغنياء كانوا يكثرون مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يمكنوا الفقراء من سماع كلامه ، وكان يكره طول مجالستهم وكثرة نجواهم ، فأمرهم الله تعالى بالصدقة عند المناجاة ، فانتهوا عن ذلك ، فقدرت الفقراء على سماع كلام النبي صلى الله عليه وسلم ومجالسته . وقال مجاهد : نُهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتصدقوا ، فلم يناجه إِلاَّ عَليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه قدم ديناراً تصدق به وكلم النبي صلى الله عليه وسلم في عشر كلمات .