بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَۖ تَبۡتَغِي مَرۡضَاتَ أَزۡوَٰجِكَۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (1)

مقدمة السورة:

سورة التحريم مدنية وهي اثنتا عشرة آية .

قوله تعالى : { يا أيها النبي لِمَ تُحَرّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ } ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خلا في يوم لعائشة رضي الله عنها مع جاريته مارية القبطية ، فوقعت حفصة على ذلك ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تُعْلِمِي عَائِشَةَ » وحرم مارية على نفسه ، فأخبرت حفصة عائشة بذلك ، فأطلع الله تعالى نبيه على ذلك ، فطلق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة ، فأمر الله تعالى رسوله بكفارة اليمين ، لتحريم جاريته على نفسه ، وأمره بأن يراجع حفصة ، فقال له جبريل : راجع حفصة ، فإنها صوامة قوامة ، ونزلت هذه الآية : { يا أيها النبي لِمَ تُحَرّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ } يعني : مارية { تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أزواجك } يعني : تطلب رضا زوجتك عائشة . { والله غَفُورٌ } فيما حرم على نفسه . ويقال : غفور لذنب حفصة . { رَّحِيمٌ } حيث لم يعاقبها .