فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَوۡ تُسۡقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمۡتَ عَلَيۡنَا كِسَفًا أَوۡ تَأۡتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ قَبِيلًا} (92)

{ أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً ( 92 ) } .

{ أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا } أي قطعا قاله ابن عباس ، قرأ مجاهد أو تسقط مسند إلى السماء ، وقرأ من عداه أو تسقط على الخطاب أي أو تسقط أنت يا محمد السماء ، والكسف بفتح السين جمع كسفة ، والكسفة القطعة من الشيء ، قاله الجوهري ، يقال أعطني كسفة من ثوبك والجمع كسف وكسف ، أي أسقاطا مماثلة كما زعمت ، يعنون بذلك قول الله سبحانه : { إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء } .

قال أبو علي : الكسف بالسكون الشيء المقطوع كالطحن للمطحون واشتقاقه على ما قال من كسفت الثوب كسفا إذا قطعته ، وقال الزجاج : من كسفت الشيء إذا غطيته كأنه قيل أو تسقطها طبقا طبقا علينا { أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً } أي حال كونهما مقابلين بفتح الباء ومرئيين لنا فالقبيل بمعنى المقابل كالعشير بمعنى المعاشر .

اختلف المفسرون في معنى { قبيلا } فقيل معناه معاينة قاله قتادة وابن جريج واختاره أبو علي الفارسي فقال : إذا حملته على المعاينة كان القبيل مصدرا كالنكير والنذير وقيل معناه كفيلا بما تدعيه قاله الضحاك ، وقيل شهيدا قاله مقاتل وقيل هو جمع القبيلة أي تأتي بأصناف الملائكة قبيلة قبيلة قاله مجاهد وعطاء .