فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{نَّحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ نَبَأَهُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّهُمۡ فِتۡيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمۡ وَزِدۡنَٰهُمۡ هُدٗى} (13)

{ نحن نقص عليك نبأهم } هذا شروع في تفضيل ما أجمل في قوله إذ آوى الفتية ، والنبأ الخبر الذي له شأن وخطر أي نحن نخبرك بخبرهم { بالحق } أي نقص قصصا متلبسا بالحق أو نقصه متلبسين به أو نقص نبأهم متلبسا به أو نبأهم المتلبس به { إنهم فتية } أي أحداث وشبان وكان أحدهم وزير الملك دقيانوس وكانوا من أشراف تلك المدينة ومن عظماء أهلها والجملة مستأنفة واقعة في جواب سؤال اقتضاه ما قبلها فكأنه قيل وما نبؤهم ؟ والفتية جمع قلة . { آمنوا بربهم } فيه التفات من التكلم إلى الغيبة إذ لو جاء على نسق الكلام لقيل آمنوا بنا { وزدناهم هدى } بالتثبيت والتوفيق وفيه التفاف من الغيبة إلى التكلم ، قال الربيع ابن أنس : هدى إخلاصا ، وقيل إيمانا وبصيرة ، وقيل يقينا .