البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{نَّحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ نَبَأَهُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّهُمۡ فِتۡيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمۡ وَزِدۡنَٰهُمۡ هُدٗى} (13)

ولما ذكر قوله ليعلم مشعراً باختلاف في أمرهم عقب بأنه تعالى هو الذي يقص شيئاً فشيئاً على رسوله صلى الله عليه وسلم خبرهم { بالحق } أي على وجه الصدق ، وجاء لفظ { نحن نقص } موازياً لقوله لنعلم .

ثم قال { آمنوا بربهم } ففيه إضافة الرب وهو السيد والناظر في مصلحة عبيده ، ولم يأت التركيب { آمنوا } بناء للأشعار بتلك الرتبة وهي أنهم مربوبون له مملوكون .

ثم قال : { وزدناهم هدى } ولم يأت التركيب وزادهم لما في لفظة ن من العظمة والجلال ، وزيادته تعالى لهم { هدى } هو تيسيرهم للعمل الصالح والانقطاع إليه ومباعدة الناس والزهد في الدنيا ، وهذه زيادة في الإيمان الذي حصل لهم .

وفي التحرير { زدناهم } ثمرات { هدى } أو يقيناً قولان ، وما حصلت به الزيادة امتثال المأمور وترك المنهي ، أو إنطاق الكلب لهم بأنه هو على ما هم عليه من الإيمان ، أو إنزال ملك عليهم بالتبشير والتثبيت وإخبارهم بظهور نبي من العرب يكون الدين به كله لله فآمنوا به قبل بعثه أقوال ملخصة من التحرير .