فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{تِلۡكَ ٱلۡجَنَّةُ ٱلَّتِي نُورِثُ مِنۡ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّٗا} (63)

{ تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا } أي هذه الجنة التي وصفنا أحوالها نورثها ونعطيها وننزل بها من كان من أهل التقوى ، كما يتقي على الوارث مال مورثه ، ولا يرد كالميراث الذي يأخذه الوارث فلا يرجع فيه المورث ، أي نبقيها عليهم من ثمرة تقواهم ، قرئ نورث بفتح الواو وتشديد الراء من ورّث مضعفا وبالتخفيف ، وقرأ الأعمش نورثها بإبراز عائد الموصول .

وقيل في الكلام تقديم وتأخير ، أي نورث من كان تقيا من عبادنا والوراثة أقوى لفظ يستعمل في التمليك ، والاستحقاق من حيث إنها لا تعقب بفسخ ولا استرجاع ولا تبطل بردّ ولا إسقاط ، وقيل يورث المتقون من الجنة المساكن التي كانت لأهل النار ، لو أطاعوا زيادة في كرامتهم .

والآية تدل على أن المتقي يدخلها ، وليس فيها دلالة على أن غير المتقي لا يدخلها ، وأيضا صاحب الكبيرة متق عن الكفر