فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنۡهَا مَن لَّا يُؤۡمِنُ بِهَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ فَتَرۡدَىٰ} (16)

{ فلا يصدنك عنها } أي لا يصرفنك عن الإيمان بالساعة والتصديق بها أو عن ذكرها ومراقبتها وهذا أولى وأليق بشأن موسى عليه السلام ، وإن كان النهي بطريق التهييج والإلهاب .

وقيل الضمير للصلاة بعيد وهو { من لا يؤمن بها } من الكفرة ، وهذا النهي وإن كان للكافر بحسب الظاهر فهو في الحقيقة نهي له صلى الله عليه وسلم عن الانصداد أو عن إظهار اللين للكافرين ، فهو من باب لا أريتك ههنا ، كما هو معروف .

{ واتبع هواه } أي هوى نفسه بالانهماك في اللذات الحسية الفانية ، وفي إنكار الساعة { فتردى } أي فتهلك لأن انصدادك عنها لصد الكافرين لك مستلزم للهلاك ومستتبع له .