فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ رَبِّ ٱشۡرَحۡ لِي صَدۡرِي} (25)

{ قال ربي اشرح لي صدري } مستأنفة كأنه قيل فماذا قال موسى ، ومعنى شرح الصدر توسيعه ، تضرع عليه السلام إلى ربه وأظهر عجزه بقوله : { ويضيق صدري ولا ينطلق لساني } { ويسر لي أمري } أي سهل علي ما أمرتني به من تبليغ الرسالة إلى فرعون ، والتيسير معناه التسهيل .

قال الزمخشري : فإن قلت { لي } من قوله : { اشرح لي صدري ويسر لي أمري } ما جدواه ، والكلام منتظم بدونه ؟ قلت قد أبهم الكلام أولا فقال : اشرح لي ويسر لي ، فاعلم أن ثم مشروحا وميسرا ، ثم بين ورفع الإبهام بذكرهما فكان آكد لطلب الشرح لصدره والتيسير لأمره ، ويقال يسرت له كذا ومنه هذه الآية وتيسرته لكذا ، ومنه فسنيسره لليسرى .