فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱضۡمُمۡ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخۡرُجۡ بَيۡضَآءَ مِنۡ غَيۡرِ سُوٓءٍ ءَايَةً أُخۡرَىٰ} (22)

{ واضمم يدك } اليمنى بمعنى الكف لا بمعنى حقيقتها ، وهي الأصابع إلى المنكب { إلى جناحك } قال الفراء والزجاج : جناح الإنسان عضده .

وبه قال مجاهد وقال إلى بمعنى تحت وقال قطرب : جنبه ، وعبر بالجناح عن الجنب لأنه في محل الجناح . وقال مقاتل : إلى بمعنى مع ، أي مع جناحك الأيسر تحت العضد إلى الإبط .

وجواب الأمر { تخرج } يدك خلاف ما كانت عليه من الأدمة حال كونها { بيضاء } نيرة مشرقة كائنة .

{ من غير سوء } أي عيب كني به عن البرص ، ويسمى هذا عند أهل البيان الاحتراس ، وهو أن يؤتى بشيء يرفع توهم غير المراد ، وذلك أن البياض قد يراد به البرص و البهق ، فأتى بقوله : { من غير سوء } نفيا لذلك .

والمعنى تخرج بيضاء ساطعا نورها تضيء بالليل والنهار كضوء الشمس ، تغشي البصر من غير برص ، وبه قال ابن عباس .

{ آية } أي معجزة { أخرى } غير العصا . وقال الأخفش : إنها بدل من بيضاء ، قال النحاس . وهو قول حسن ، وقال الزجاج : المعنى آتيناك أو نؤتيك آية أخرى ، لأنه لما قال : { تخرج بيضاء } دل على أنه قد آتاه آية أخرى ، ثم علل سبحانه ذلك بقوله :