قال موسى : " رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي " وسّعه للحق .
( قال ابن عباس ){[23903]} : يريد حتى لا أخاف غيرك{[23904]} . والسبب في هذا السؤال ما حكى الله تعالى{[23905]} عنه في موضع آخر { وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي }{[23906]} {[23907]} وذلك{[23908]} أن موسى كان يخاف فرعون خوفاً شديداً ، لشدة شوكته وكثرة جنوده{[23909]} ، وكان يضيق صدراً ( بما كُلِّفَ ){[23910]} من مقاومة فرعون{[23911]} فسأل{[23912]} الله تعالى أن يوسع قلبه حتى يعلم أن أحداً لا يقدر{[23913]} على مضرته إلا بإذن الله تعالى{[23914]} ، وإذا علم ذلك لم يَخَفْ فرعون وشدة شوكته وكثرة جنوده{[23915]} .
( قوله : " لي ){[23916]} صَدْرِي " متعلق ب " اشْرَحْ " ، قال الزمخشري : فإن قلت{[23917]} : ( لي ){[23918]} في قوله : { اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي } ما جدواه والأمر مستتب بدونه . قلت{[23919]} : قد أبهم الكلام أولاً فقال : " اشْرَحْ لِي " " وَيَسِّرْ لِي " {[23920]} فعلم أن ثَمَّ مشروحاً وميسراً ، ثم بين ورفه الإبهام بذكرهما ، فكان آكد لطلب الشرح لصدره ، والتيسير لأمره{[23921]} .
ويقال : يَسَّرْتُهُ لكذا ، ومنه " فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى " {[23922]} ويسرت له كذا ، ومنه هذه الآية{[23923]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.