اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَالَ رَبِّ ٱشۡرَحۡ لِي صَدۡرِي} (25)

قال موسى : " رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي " وسّعه للحق .

( قال ابن عباس ){[23903]} : يريد حتى لا أخاف غيرك{[23904]} . والسبب في هذا السؤال ما حكى الله تعالى{[23905]} عنه في موضع آخر { وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي }{[23906]} {[23907]} وذلك{[23908]} أن موسى كان يخاف فرعون خوفاً شديداً ، لشدة شوكته وكثرة جنوده{[23909]} ، وكان يضيق صدراً ( بما كُلِّفَ ){[23910]} من مقاومة فرعون{[23911]} فسأل{[23912]} الله تعالى أن يوسع قلبه حتى يعلم أن أحداً لا يقدر{[23913]} على مضرته إلا بإذن الله تعالى{[23914]} ، وإذا علم ذلك لم يَخَفْ فرعون وشدة شوكته وكثرة جنوده{[23915]} .

( قوله : " لي ){[23916]} صَدْرِي " متعلق ب " اشْرَحْ " ، قال الزمخشري : فإن قلت{[23917]} : ( لي ){[23918]} في قوله : { اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي } ما جدواه والأمر مستتب بدونه . قلت{[23919]} : قد أبهم الكلام أولاً فقال : " اشْرَحْ لِي " " وَيَسِّرْ لِي " {[23920]} فعلم أن ثَمَّ مشروحاً وميسراً ، ثم بين ورفه الإبهام بذكرهما ، فكان آكد لطلب الشرح لصدره ، والتيسير لأمره{[23921]} .

ويقال : يَسَّرْتُهُ لكذا ، ومنه " فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى " {[23922]} ويسرت له كذا ، ومنه هذه الآية{[23923]} .


[23903]:ما بين القوسين سقط من ب.
[23904]:آخر ما نقله هنا عن البغوي 5/419.
[23905]:تعالى: سقط من ب.
[23906]:[الشعراء: 13].
[23907]:انظر الفخر الرازي 22/31.
[23908]:من هنا نقله ابن عادل عن البغوي 5/419 – 420.
[23909]:في ب: جنوده قوله. وهو تحريف.
[23910]:ما بين القوسين سقط من ب.
[23911]:في ب: فرعون وحده.
[23912]:في ب: فكان يسأل.
[23913]:في ب: أن لا أحد يقدر.
[23914]:تعالى: سقط من ب.
[23915]:آخر ما نقله هنا عن البغوي 5/419 – 420.
[23916]:ما بين القوسين سقط من ب.
[23917]:في ب: فإن قيل.
[23918]:لي : سقط من ب.
[23919]:في ب: والجواب.
[23920]:في ب: اشرح لي صدري ويسر لي أمري.
[23921]:الكشاف 2/432.
[23922]:[الليل: 7].
[23923]:أي أن (يسّر) يجوز أن يتعدى إلى المفعول به بنفسه أو بحرف الجر.