فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأۡتِيَاهُ فَقُولَآ إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرۡسِلۡ مَعَنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَلَا تُعَذِّبۡهُمۡۖ قَدۡ جِئۡنَٰكَ بِـَٔايَةٖ مِّن رَّبِّكَۖ وَٱلسَّلَٰمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلۡهُدَىٰٓ} (47)

{ فأتياه فقولا } أمرهما أن يقولا ست جمل .

الأولى قوله : { إنا رسولا ربك } أرسلنا إليك { فأرسل معنا بني إسرائيل } أي خل عنهم وأطلقهم من الأسر والقسر { ولا تعذبهم } بالبقاء على ما كانوا عليه ، وقد كانوا عند فرعون في عذاب شديد ، يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم . ويكلفوهم من العمل ما لا يطيقونه من الحفر والباء وحمل الثقيل .

{ قد جئناك بآية من ربك } قيل هي العصا واليد . وقيل إن فرعون قال لهما وما هي ؟ فأدخل موسى يده في جيب قميصه ثم أخرجها ولها شعاع كشعاع الشمس ، فعجب فرعون من ذلك ، ولم يره موسى العصا إلا يوم الزينة .

قال الزمخشري : وهذه الجملة جارية من الجملة الأولى مجرى البيان والتفسير ، لأن دعوى الرسالة لا تثبت إلا ببينتها التي هي مجيء الآية ، وإنما وحد بآية ولم يثن معه آيتان لأن المراد تثبيت الدعوى ببرهانها ، فكأنه قيل قد جئناك بمعجزة وبرهان وحجة على ما ادعيناه من الرسالة .

{ والسلام } أي السلامة من العذاب { على من اتبع الهدى } قال الزجاج : أي من اتبع الهدى سلم من سخط الله عز وجل ومن عذابه وليس بتحية . قال : والدليل على ذلك أنه ليس بابتداء لقاء ولا خطاب ، قال الفراء : السلام على من اتبع ولمن اتبع سواء .

والجملة السادسة قوله