فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَتَنَٰزَعُوٓاْ أَمۡرَهُم بَيۡنَهُمۡ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجۡوَىٰ} (62)

{ فتنازعوا } أي السحرة { أمرهم بينهم } لما سمعوا كلام موسى تناظروا وتشاوروا في أمر موسى وأخيه وتجاذبوا أطراف الكلام في ذلك أي هل هما ساحران أو رسولان ؟ { وأسرو النجوى } أي من موسى وكانت نجواهم هي قولهم الآتي : إن هذان لساحران .

وقيل إنهم تناجوا فيما بينهم ، فقالوا إن كان ما جاء به موسى سحرا فسنغلبه وإن كان من عند الله فسيكون له أمر .

وقيل الذي أسروه أنه إذا غلبهم اتبعوه ، قاله الفراء والزجاج ، وقيل الذي أسروه أنهم لما سمعوا قول موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا قالوا : ما هذا بقول ساحر ، والنجوى المناجاة يكون اسما ومصدرا .