فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَجۡمِعُواْ كَيۡدَكُمۡ ثُمَّ ٱئۡتُواْ صَفّٗاۚ وَقَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡيَوۡمَ مَنِ ٱسۡتَعۡلَىٰ} (64)

{ فأجمعوا كيدكم } الفاء فصيحة ، أي إذا كان الأمر كما ذكر من كونهما ساحرين فأجمعوا ، والإجماع الإحكام والعزم على الشيء . قاله الفراء ، تقول أجمعت على الخروج مثل أزمعت . وقال الزجاج : معناه ليكن عزمكم كلكم كالكيد مجمعا عليه بحيث لا يتخلف عنه واحد منكم .

{ ثم أتوا صفا } أي مصطفين مجتمعين ليكون أنظم لأمرهم وأشهد لهيبتهم وأدخل في استجلاب الخشية ، وهذا قول جمهور المفسرين . وقال أبو عبيدة : الصف المجمع ، ويسمى المصلى الصف . قال الزجاج : وعلى هذا معناه : ثم ائتوا الموضع الذي تجتمعون فيه لعيدكم وصلاتكم ، يقال أتيت الصف بمعنى أتيت المصلى . فعلى التفسير الأول نصب صفا على الحال ، وعلى الثاني على المفعولية ، قال الزجاج : يجوز أن يكون المعنى " ثم ائتوا والناس مصطفون " فيكون مصدر في موضع الحال ولذلك لم يجمع .

{ وقد أفلح اليوم من استعلى } أي فاز من غلب ، يقال استعلى عليه إذا غلبه ؛ وهذا كله من قول السحرة بعضهم لبعض ، وقيل : من قول فرعون لهم ، وهذه جملة معترضة .