فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنۡ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا نَمُوتُ وَنَحۡيَا وَمَا نَحۡنُ بِمَبۡعُوثِينَ} (37)

ثم بين سبحانه إترافهم بأنهم قالوا :

{ إِنْ هِيَ } أي ما الحياة { إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا } لا حياة الآخرة التي تعدنا بها فأقيم الضمير مقام الأولى لدلالة الثانية عليها ، حذرا من التكرار وإشعارا بإغنائها عن التصريح كما في هي النفس تتحمل ما حملت ، وهي العرب تقول ما شاءت ، وحيث كان الضمير بمعنى الحياة الدالة على الجنس كانت { إن } النافية بمنزلة لا النافية للجنس ، وجملة :

{ نَمُوتُ وَنَحْيَا } مفسرة لما ادعوه من قصرهم حياتهم على حياة الدنيا ، وقيل يموت الآباء ويحيا الأبناء ، وقيل يموت قوم ويحيا قوم ، أو يموت بعض ، ويولد بعض ، وينقرض قرن ، فيأتي آخر وفيه تقديم وتأخير أي نحيا ونموت وبه قرأ أبي وابن مسعود ، ثم صرحوا بنفي البعث ، وأن الوعد به منه افتراء على الله فقالوا :

{ وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } بعد الموت