والرابع قوله : { أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ } هذا أيضا انتقال من توبيخ إلى توبيخ أي بل أيقولون به جنون ؟ مع أنهم قد علموا أنه أرجح الناس عقلا وأثقبهم ذهنا وأوجههم لبا ، ولكنه جاء بما يخالف هواهم ، فدفعوه وجحدوه تعصبا وحمية ، وسيأتي خامس في قوله ، { أم تسألهم خرجا } ، ثم أضرب سبحانه عن ذلك كله فقال : { بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ } أي ليس الأمر كما زعموا في حق القرآن والرسول ، بل جاءهم متلبسا بالحق ، والحق هو الدين القويم ، أو القرآن المشتمل على التوحيد وشرائع الإسلام ، وعن أبي صالح قال : الحق هو الله عز وجل .
{ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } لما جبلوا عليه من التعصب والانحراف عن الصواب والبعد عن الحق ، فلذلك كرهوا هذا الحق الواضح الظاهر ، والمراد بالحق هنا أعم من الأول ؛ فلذلك أتى به مظهرا في مقام المضمر ، وظاهر النظم القرآني أن أقلهم كانوا لا يكرهون الحق ولكنهم لم يظهروا الإيمان خوفا من الكارهين له أو لقلة فطنتهم وعدم فكرتهم لا لكراهة الحق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.