فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (92)

{ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ } أي هو مختص بعلم ما غاب وما شوهد ، وأما غيره سبحانه فهو وإن علم الشهادة لا يعلم الغيب ، وهذا دليل آخر على الوحدانية بواسطة مقدمة أخرى كأنه قيل الله علمهما وغيره لا يعلمهما فغيره ليس بإله وهذا من قبيل الشكل الثاني ، وقرئ بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هو الله ، وقرئ بالجر على أنه صفة لله عز وجل أو بدل منه ، وروي عن يعقوب أنه كان يخفض إذا وصل ويرفع إذا ابتدأ .

{ فَتَعَالَى } الله { عَمَّا يُشْرِكُونَ } عطف على معنى ما تقدم ؛ كأنه قال : علم الغيب فتعالى ، أو أقول : فتعالى ، والمعنى أنه سبحانه متعال عن أن يكون له شريك في الملك .