فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ أَذَٰلِكَ خَيۡرٌ أَمۡ جَنَّةُ ٱلۡخُلۡدِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۚ كَانَتۡ لَهُمۡ جَزَآءٗ وَمَصِيرٗا} (15)

ثم وبخهم الله سبحانه توبيخا بالغا ، على لسان رسوله فقال :

{ قُلْ أَذَلِكَ } أي السعير المتصفة بتلك الصفات العظيمة { خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ } وفي إضافة الجنة إلى الخلد إشعار بدوام نعيمها . وعدم انقطاعه . والمجيء بلفظ { خير } هنا مع أنه لا خير في النار أصلا لأن العرب قد تقول ذلك ، ومنه ما حكاه سيبويه عنهم ، أنهم يقولون : السعادة أحب إليك أم الشقاوة ؟ وقد علم أن السعادة أحب إليه . وقيل ليس هذا من باب التفضيل ، وإنما هو كقولك عنده خير قال النحاس وهذا قول حسن .

{ الَّتِي وُعِدَ } أي وعدها { الْمُتَّقُونَ } فالراجح إلى الموصول محذوف ثم قال سبحانه { كَانَتْ } أي تلك الجنة { لَهُمْ } أي للمتقين { جَزَاء } على أعمالهم { وَمَصِيرًا } يصيرون إليه وهذا في علم الله ، أو في اللوح المحفوظ قبل خلقهم بأزمنة متطاولة ، أو قال ذلك لأن ما وعد الله به فهو في تحققه كأنه قد كان .