فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{تَبَارَكَ ٱلَّذِيٓ إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيۡرٗا مِّن ذَٰلِكَ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَيَجۡعَل لَّكَ قُصُورَۢا} (10)

{ تَبَارَكَ } أي تكاثر خير { الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ } في الدنيا معجلا { خَيْرًا مِّن ذَلِكَ } الذي اقترحوه من الكنز والبستان ، ثم فسر الخير فقال { جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } أي في الدنيا لأنه تعالى شاء أن يعطيه إياها في الآخرة { وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا } قد تقرر في علم الإعراب أن الشرط إذا كان ماضيا جاز في جوابه الجزم والرفع فجعل ههنا في محل جزم ورفع فيجوز فيما عطف عليه أن يجزم كما قرأ الجمهور ، وأن يرفع كما قرأ ابن كثير ، والقصر البيت من الحجارة ، لأن الساكن به مقصور عن أن يوصل إليه . وقيل هو بيت الطين . وبيوت الصوف ، والشعر .

عن خيثمة قال : قيل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن شئت أعطيناك من خزائن الأرض ومفاتيحها ما لم يعط نبي قبلك ، ولا نعطيها أحدا بعدك ، ولا ينقصك ذلك مما لك عند الله شيئا وإن شئت جمعتها لك في الآخرة ، فقال : ( اجمعوها لي في الآخرة ) فأنزل الله سبحانه هذه الآية أخرجه الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وغيرهم .