ثم لما قدمت لهم هذه المقدمة وبينت لهم ما في دخول الملوك إلى أرضهم من المفسدة أوضحت لهم وجه الرأي عندها وصرحت لهم بصوابه فقالت :{ وإني مرسلة إليهم } أي إني أجرب هذا الرجل بإرسال رسلي إليه { بهدية } مشتملة على نفائس الأموال فإن كان ملكا أرضيناه بذلك وكفينا أمره وإن كان نبيا لم يرضه ذلك لأن غاية مطلبه ومنتهى أربه هو الدعاء إلى الدين فلا ينجينا منه إلا إجابته ومتابعته والتدين بدينه وسلوك طريقته و لهذا قالت :
{ فناظرة بم يرجع المرسلون } بالهدية من قبول أو رد ، فعاملة بما يقتضيه ذلك ، وذلك أن بلقيس كانت امرأة لبيبة عاقلة ، قد ساست الأمور وجربتها وقد طول المفسرون في ذكر هذه الهدية .
قال ابن عباس : أرسلت بلبنة من ذهب فلما قدموا إذا حيطان المدينة من ذهب ، فذلك قوله { أتمدونن بمال } الآية . وقال ثابت البناني : أهدت له صفائح الذهب في أوعية الديباج . وقال مجاهد : أهدت جواري لباسهن لباس الغلمان ، وغلمانا لباسهم لباس الجواري ، وقال عكرمة : أهدت مائتي فرس على كل فرس غلام وجارية ، وعلى كل فرس لون ليس على الآخر . وقال سعيد ابن جبير : كانت الهدية جواهر ، وقيل : غير ذلك مما لا فائدة في التطويل بذكره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.