{ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ( 25 ) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ( 26 ) ( س ) قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ( 27 ) اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ( 28 ) قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ( 29 ) }
{ ألاّ يسجد لله } قال ابن الأنباري : الوقف على لا يهتدون غير تام عند من شدد ( ألاّ ) لأن المعنى وزين لهم الشيطان أن لا يسجدوا .
وقال النحاس : هي ( أن ) دخلت عليها ( لا ) قال الأخفش : أي زين لهم أن لا يسجدوا لله بمعنى لئلا يسجدوا ، فهو على الوجهين مفعول له . وقيل : فهم لا يهتدون أن يسجدوا لله ، و ( لا ) على هذا زائدة ، كقوله : ما منعك أن لا تسجد ، وعلى قراءة الجمهور ليس هذه الآية موضع سجدة ، لأن ذلك إخبار عنهم بترك السجود ، إما بالتزيين ، أو بالصد ، أو بمنع الاهتداء . وقد رجح كونه علة للصد الزجاج ، ورجح الفراء كونه علة لزين ، قال : زين لهم أعمالهم لئلا يسجدوا .
وقرئ ألا بالتخفيف ، وعلى هذا فهي حرف تنبيه واستفتاح ، وما بعدها حرف نداء ، ألايا اسجدوا ، واسجدوا فعل أمر ، وتقديره ألا يا هؤلاء اسجدوا ، قال الزجاج ، وقراءة التخفيف تقتضي وجوب السجود ، دون قراءة التشديد ، ولقراءة التخفيف وجه حسن إلا أن فيها انقطاع الخبر عن أمر سبأ ثم الرجوع بعد ذلك على ذكرهم والقراءة بالتشديد خبر يتبع بعضه بعضا لا انقطاع في وسطه . وكذا قال النحاس ، وعلى هذه تكون جملة ألا يا اسجدوا معترضة من كلام الهدهد أو من كلام سليمان ، أو من كلام الله سبحانه .
وقرأ ابن مسعود ( هلا تسجدوا ) بالفوقية . وقرأ أبيّ ( ألا تسجدوا ) بالتاء وفيه مناسبة لما قبله ، وهي الرد على من يعبد الشمس وغيرها من دون الله .
{ الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض } يقال : خبأت الشيء أخبأه خبأ ، والخبء ما خبأت ، أي يظهر ما هو مخبوء ومخفي فيهما ، لأنه لا يستحق العبادة إلا من هو قادر على من فيها ، عالم بجميع المعلومات ، وفي إخراج الخبء دليل على القدرة .
قال الزجاج : جاء في التفسير أن الخبء ههنا بمعنى القطر من السماء ، والنبات من الأرض ، وقيل : خبئ الأرض كنوزها ونباتها ، وقال قتادة : الخبء السر . قال النحاس : أي ما غاب فيهما ، الخبء بفتح الباء من غير همزة ، وقرئ الخبأ بالألف . قال أبو حاتم : وهذا لا يجوز في العربية ورد عليه بأن سيبويه حكى عن العرب ، أن الألف تبدل من الهمز إذا كان قبلها ساكن . وقرئ : من السماوات ، قال الفراء : من وفي تتعقبان . عن ابن عباس قال : يعلم كل خبيئة في السماء والأرض .
{ ويعلم ما تخفون وما تعلنون } قرئ بالتحلية في الفعلين ، وبالفوقية للخطاب ، أما الأولى فلكون الضمائر المتقدمة ضمائر غيبة ، وأما الثانية فلكون القراءة فيها الأمر بالسجود ، والخطاب لهم لذلك ، فهذا من ذلك الخطاب ،
والمعنى أن الله سبحانه يخرج ما في هذا العالم الإنساني من الخفي بعلمه له ، كما يخرج ما خفي في السماء والأرض ، وفيه دليل على إثبات العلم ، والإعلان ذكره لتوسيع دائرة العلم للتنبيه على تساويهما بالنسبة إلى علمه تعالى ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.