فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُۥ وَأَهۡلَهُۥ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِۦ مَا شَهِدۡنَا مَهۡلِكَ أَهۡلِهِۦ وَإِنَّا لَصَٰدِقُونَ} (49)

{ قالوا : تقاسموا } أي قال بعضهم لبعض : حالفوا { بالله } هذا على أن { تقاسموا } فعل أمر يجوز أن يكون فعلا ماضيا مفسرا ل ( قالوا ) كأنه قيل : ما قالوا ؟ فقال : تقاسموا ، أو قال ذلك متقاسمين ، وإليه ذهب الزمخشري وقرأ ابن مسعود ( تقاسموا بالله ) ليس فيها قالوا .

{ لنبيتنه ) اللام جواب قسم ، أي لنأتينه بغتة في وقت البيات ، فنقتله ليلا { وأهله } أي من آمن به ، وكانوا أربعة ألاف { ثم لنقولن لوليه } بالنون للمتكلم وقرئ بالتحية وبالفوقية على خطاب بعضهم لبعض ، والمراد ب ( ولي ) صالح رهطه ، الذين لهم ولاية الدم .

{ وما شهدنا مهلك أهله } أي : ما حضرنا قتلهم ، ولا ندري من قتله وقتل أهله ونفيهم لشهودهم لمكان الهلاك يدل على نفي شهودهم لنفس القتل بالأولى ، وقيل : إن المهلك بمعنى الإهلاك ، قرئ مهلك بفتح الميم واللام وبكسر اللام .

{ وإنا لصادقون } فيما قلناه من إنكار لقتلهم ، قال الزجاج : وكان هؤلاء النفر تحالفوا أن يبيتوا صالحا وأهله ، ثم ينكروا عند أولياءه أنهم ما فعلوا ذلك ولا رأوه ، وكان هذا مكرا منهم ، ولهذا قال سبحانه :وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ