فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{۞وَلَقَدۡ وَصَّلۡنَا لَهُمُ ٱلۡقَوۡلَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (51)

{ ولقد وصلنا لهم القول } قرئ بتشديد الصاد ، وتخفيفها ، ومعنى الآية أتبعنا بعضه بعضا في الإنزال ليتصل التذكير ، أو في النظم لتتقرر الدعوة بالحجة ، والمواعظ بالمواعيد ، والنصائح بالعبر ، وبعثنا رسولا بعد رسول ، وقال أبو عبيدة ، والأخفش : معناه أتممنا . وقال ابن عيينة والسدي : بينا وقال ابن زيد : وصلنا لهم خير الدنيا بخير الآخرة ، حتى كأنهم عاينوا الآخرة في الدنيا والأول أولى ، وهو مأخوذ من وصل الحبال بعضها ببعض . وقال مجاهد : جعلناه أوصالا ، أي : أنواعا من المعاني والضمير في ( لهم ) عائد إلى قريش ، وقيل :إلى اليهود ، وقيل : للجميع { لعلهم يتذكرون } فيكون التذكر سببا لإيمانهم ، مخافة أن ينزل بهم ما نزل بمن قبلهم .