{ أفمن وعدناه وعدا حسنا } بالجنة وما فيها ( من النعم ) التي لا تحصى { فهو لاقيه ) أي مدركه ومصيبه لا محالة ، فإن الله لا يخلف الميعاد ولذلك جيء بالاسمية المفيدة لتحققه ، وعطف بفاء السببية ، والفاء الأول لترتيب إنكار التساوي بين أهل الدنيا وأهل الآخرة على ما قبلها من ظهور التفاوت بين متاعها وبين ما عند الله عز وجل .
{ كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ؟ } المشوب بالأكدار المستتبع للتحسر على الانقطاع ، فأعطي منه بعض ما أراد مع سرعة زواله . وتنغيصه عن قريب .
{ ثم هو يوم القيامة من المحضرين } هذا معطوف على قوله : متعناه داخل معه في حيز الصلة مؤكد لإنكار التشابه ومقرر له ، والمعنى ثم هذا الذي متعناه هو يوم القيامة من المحضرين النار ، وتخصيص المحضرين بالذين أحضروا العذاب اقتضاه المقام . وفيه من التهويل ما لا يخفى أي ليس حالهما سواء فإن الموعود بالجنة لا بد أن يظفر بما وعد مع أنه لا يفوته نصيبه من الدنيا ، وهذا حال المؤمن .
وأما حال الكافر فإنه لم يكن معه إلا مجرد التمتع لشيء من الدنيا ، يستوي فيه هو والمؤمن ، وينال كل واحد منهما حظه منه ؛ وهو صائر إلى النار ، فهل يستويان ؟
و ( ثم ) للتراخي في الزمان أو في الرتبة قيل : نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي جهل ، أو علي وحمزة وأبي جهل ؛ أو في المؤمن والكافر ، أو في عمار ابن ياسر والوليد بن المغيرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.