فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرۡمَدًا إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَنۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَأۡتِيكُم بِلَيۡلٖ تَسۡكُنُونَ فِيهِۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ} (72)

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ( 72 ) وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( 73 ) وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ( 74 ) وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ( 75 ) }

{ قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا ؟ } أي : جعل جميع الدهر الذين تعيشون فيه نهارا { إلى يوم القيامة } لا ليل معه بإسكان الشمس في وسط السماء ، أو تحريكها على مدار فوق الأفق .

{ ومن إله غير الله ؟ } بزعمكم { يأتيكم بليل تسكنون } أي تستقرون { فيه } من النصب والتعب . وتستريحون مما تزاولون من طلب المعاش والكبت .

{ أفلا تبصرون ؟ } هذه المنفعة العظيمة إبصار متعظ متيقظ ، حتى تنزجروا عما أنتم فيه من عبادة الله ، فإذا أقروا بأنه لا يقدر على ذلك إلا الله عز وجل ، فقد لزمتهم الحجة ، وبطل ما يتمسكون به من الشبهة الساقطة ، وإنما قرن سبحانه بالضياء قوله أفلا تسمعون ؟ لأن السمع يدرك ما لا يدرك البصر ، ومن درك منافعه ووصف فوائده ، وقرن بالليل قوله أفلا تبصرون ، لأن غيرك يبصر من منفعة الظلام ، ما تبصره أنت من السكون ، ونحوه ، البصر يدرك ما لا يدرك السمع من ذلك .