( وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ) الاستفهام للإنكار والاستبعاد أي من أين يأتيكم ذلك ولديكم ما يمنع منه ، ويقطع أثره ، وهو تلاوة آيات الله عليكم أي القرآن الذي فيه بيان الحق والباطل ، وكون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي يبين الحق ويدفع الشبه بين أظهركم .
وقيل ( كيف ) كلمة تعجب وتوبيخ والمراد منه المنع والتغليظ ، قال قتادة في هذه الآية علمان بينان كتاب الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، فأما النبي صلى الله عليه وسلم فقد مضى ، وأما كتاب الله فقد أبقاه الله بين أظهركم رحمة منه ونعمة .
وقال الزجاج يجوز ان يكون هذا الخطاب لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خاصة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيهم وهم يشاهدونه ، ويجوز ان يكون الخطاب لجميع الأمة لأن آثاره وعلامته والقرآن الذي أوتيته فينا فكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا وإن لم نشاهده أ- ه .
ثم أرشدهم إلى الاعتصام بالله ليحصل لهم بذلك الهداية إلى الصراط المستقيم الذي هو الإسلام فقال .
( ومن يعتصم بالله ) أي ممتنع بالله ويستمسك بدينه وطاعته ، وقيل بالقرآن ، وأصل العصمة الامتناع من الوقوع في آفة يقال اعتصم به واستعصم وتمسك واستمسك إذا امتنع به من غيره ، وعصمه الطعام منع الجوع منه ، وفيه حث لهم في الالتجاء إلى الله في دفع شر الكفار عنهم ( فقد هدي إلى صراط مستقيم ) أي طريق واضح وهو طريق الحق المؤدي إلى الجنة ، وفي وصف الصراط بالاستقامة رد على ما ادعوه من العوج .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.