وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن انس أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج في وجهه حتى سال الدم ، فقال : كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم ، وهو يدعوهم إلى ربهم{[370]} ، فأنزل الله ( ليس لك في الأمر شئ ) أي لست تملك إصلاحهم ولا تعذيبهم بل ذلك ملك الله فاصبر ( أو يتوب عليهم ) بالإسلام ( أو يعذبهم ) بالقتل والأسر والنهب ( فإنهم ظالمون ) بالكفر وقد روى هذا المعنى في روايات كثيرة .
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد اللهم العن أبا سفيان ، اللهم العن الحارث بن هشام ، اللهم العن سهيل ابن عمرو ، اللهم العن صفوان بن أمية فنزلت هذه الآية ، وللحديث ألفاظ وطرق{[371]} .
ومعنى الآية ان الله مالك أمرهم يصنع بهم ما يشاء من الإهلاك او الهزيمة أو التوبة إن أسلموا ، أو العذاب إن أصروا على الكفر ، وقال الفراء ( أو ) بمعنى إلا . والمعنى إلا أن يتوب عليهم فتفرح بذلك أو يعذبهم فتشتفي بهم .
وقال السيوطي أو بمعنى ( إلى أن ) يعني غاية في الصبر ، أي الى أن يتوب عليهم ، قيل نزلت في أهل بئر معونة وهم سبعون رجلا من الغزاة بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلموا الناس القرآن فقتلهم عامر بن الطفيل فوجد{[372]} من ذلك وجدا شديدا قنت شهرا الصلوات كلها يدعو على جماعة من تلك القبائل باللعن ، وفي الباب أحاديث في الصحيحين لا نطول بذكرها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.