فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدۡرٖ وَأَنتُمۡ أَذِلَّةٞۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (123)

( ولقد نصركم الله ببدر ) جملة مستأنفة سيقت لتصبيرهم بتذكير ما يترتب على الصبر من النصر وهو العون ، وبدر اسم لماء كان في موضع الوقعة ، وقيل هو اسم الموضع نفسه ، وقيل موضع بين مكة والمدينة وكانت وقعتها في السابع عشر من شهر رمضان في السنة الثانية ، وسيأتي سياق قصة بدر في الأنفال إن شاء الله تعالى .

( وأنتم أذلة ) جمع قلة ومعناه أنهم كانوا بسبب قلتهم أذلة وهو جمع ذليل ، استعير للقلة إذ لم يكونوا في أنفسهم أذلة بل كانوا أعزة ، قال الحسن : وأنتم قليل وهم يومئذ بضعة عشر وثلاثمائة ، وكان عدوهم من كفار قريش زهاء ألف مقاتل ومعهم مائة فرس ، وكان معهم السلاح والشوكة ، وكان المؤمنون في ضعف الحال وقلة السلاح والمركوب وقلة المال ، خرجوا على نواضح وكان أكثرهم رجالة ، ولم يكن إلا فرس ، وكان النفر منهم يتعقب على البعير الواحد .

وقد شرح اهل التاريخ والسير غزوة بدر وأحد بأتم شرح فلا حاجة لنا في سياق ذلك ههنا .

( فاتقوا الله ) في الثبات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لعلكم تشكرون ) ما أنعم عليكم من نصرته .