فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لِيَقۡطَعَ طَرَفٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡ يَكۡبِتَهُمۡ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ} (127)

( ليقطع طرفا من الذين كفروا ) الطرف الطائفة والمعنى نصركم الله ببدر ليقطع ويهلك طائفة من الكفار ويهدم ركنا من أركان الشرك بالقتل والأسر . فقتل يوم بدر من قادتهم وسادتهم سبعون ، وأسر سبعون .

ومن حمل الآية على غزوة أحد قال قتل منهم ستة عشر ، وكان النصر فيه للمسلمين حتى خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

( أو يكبتهم ) يحزنهم والمكبوت المحزون ، وقال الكرخي : يذلهم ، أشار به إلى أن الكبت من الذلة يقال كبت الله العدو كبتا أي أذله وصرفه .

وقال بعض أهل اللغة : معناه يكبدهم أي يصيبهم بالحزن والغيظ في أكبادهم وهو غير صحيح فإن معنى كبت أحزن وأغاظ وأذل ، ومعنى كبد أصاب الكبد وأصل الكبت في اللغة صرع الشئ على وجهه ، والمراد منه القتل والهزيمة والإهلاك أو اللعن أو الخزي ( فينقلبوا خائبين ) أي غير ظافرين بمطلبهم .

عن قتادة قال قطع الله بدر طرفا من الكفار وقتل صناديدهم ورؤوسهم وقادتهم بالبشر ، وعنه قال هذا يوم بدر قطع الله طائفة منهم وبقيت طائفة ، وعن السدي ذكر الله قتلى المشركين بأحد وكانوا ثمانية عشر رجلا فقال " ليقطع طرفا " ثم ذكر الشهداء فقال " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا " .