فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَوۡرَثَكُمۡ أَرۡضَهُمۡ وَدِيَٰرَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُمۡ وَأَرۡضٗا لَّمۡ تَطَـُٔوهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٗا} (27)

{ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ } أي عقارهم وخيلهم { وَدِيَارَهُمْ } أي منازلهم وحصونهم { وَأَمْوَالَهُمْ } أي الحلي والأثاث والمواشي والسلاح والدراهم والدنانير والنقود والأمتعة .

{ وَ } أورثكم { أَرْضًا لَّمْ تَطَؤُهَا } بعد لقصد القتال ، واختلف المفسرون في تعيين هذه الأرض المذكورة فقال يزيد بن رومان وابن زيد ، ومقاتل إنها خيبر ، ولم يكونوا إذ ذاك قد نالوها فوعدهم الله بها . قال سليمان الجمل : وأخذت بعد قريظة بسنتين أو ثلاث لأن خيبر كانت في السابعة في المحرم وهي مدينة كبيرة ذات حصون ثمانية وذات مزارع ونخل كثير ، بينها وبين المدينة الشريفة أربع مراحل . انتهى مخلصا وتمام هذه القصة في سيرة الحلبي .

وقال قتادة : كما نتحدث أنها مكة ، وقال الحسن : فارس والروم ، وقال عكرمة هي كل أرض تفتح على المسلمين إلى يوم القيامة والمضي{[1381]} لتحقق وقوعه { وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا } أي هو سبحانه قدير على كل ما أراده من خير وشر ، ونعمة ونقمة ، وعلى إنجاز ما وعد به من الفتح للمسلمين .


[1381]:هكذا في الأصل ويبدوا أن بها تصحيفا فتكون: (والمعنى الخ) والمقصود على هذا أن صيغة الخبر جاءت تشمل الماضي والمستقبل لتحقيق وقوع التوريث لأرض الأعداء وديارههم وأخرى لم يطأوها. المطيعي.