فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَيَرَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلۡحَقَّ وَيَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (6)

ولما ذكر الذين سعوا في إبطال آيات الله ذكر الذين يؤمنون بها فقال : { وَيَرَى } أي يعلم { الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ } وهم الصحابة قاله قتادة وقال مقاتل : هم مؤمنوا أهل الكتاب .

وقيل : جميع المسلمين ، والأولى أنه كلام مستأنف لدفع ما يقوله الذين سعوا في الآيات ، أي أن ذلك السعي منهم يدل على جهلهم ، لأنهم مخالفون لما يعلمه أهل العلم في شأن الكتاب .

{ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ } أي الصدق يعني أنه من عند الله { وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ } معطوف على الحق عطف فعل على اسم لأنه في تأويله في قوله : { صافات ويقبضن } أي : وقابضات كأنه قيل وهاديا وقيل إنه مستأنف وفاعله ضمير يرجع إلى فاعل أنزل ، وهو القرآن ، والصراط : الطريق أي : ويهدي إلى طريق .

{ الْعَزِيزِ } في ملكه { الْحَمِيدِ } عند خلقه والمراد أن يهدي إلى دين الله الإسلام وهو التوحيد .