فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قِيلَ ٱدۡخُلِ ٱلۡجَنَّةَۖ قَالَ يَٰلَيۡتَ قَوۡمِي يَعۡلَمُونَ} (26)

{ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ } أي قيل له ذلك عند موته تكريما له بدخولها بعد قتله كما هي سنة الله في شهداء عباده ولم يذكر لفظ { له } في نظم الآية لأن الغرض بيان القول دون المقول له فإنه معلوم ، وعلى قول من قال إنه رفع إلى السماء ولم يقتل يكون المعنى : إنهم أرادوا قتله فنجاه الله من القتل وقيل له : ادخل الجنة وفيه دليل على أن الجنة مخلوقة الآن ، وعليه فالأمر أمر تكوين لا أمر امتثال على حد قوله : أن يقول له كن فيكون ، فالمعنى أدخله الله الجنة سريعا فلما دخلها وأرى نعيمها وشاهدها . قال بعد أن قيل له : ادخل الجنة فدخلها ؟ فقال يا ليت قومي . . الخ . وهم الذين قتلوه فنصحهم حيا وميتا .

قال ابن أبي ليلى : سباق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين علي بن أبي طالب ، وهو أفضلهم ، ومؤمن آل فرعون ، وصاحب يس وهم الصديقون . ذكره الزمخشري