ثم ذكر سبحانه عداوة الشيطان لبني آدم فقال : { وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلا كَثِيرًا } اللام هي الموطئة للقسم ، والجملة مستأنفة لتشديد التقريع وتأكيد التوبيخ ، أي والله لقد أضل ، قرئ : جبلا بكسر الجيم والباء وتشديد اللام ، وبضم الجيم وسكون الباء وبضمتين مع تخفيف اللام ، وبضمتين مع تشديد اللام ، وقرئ بكسر الجيم وإسكان الباء وتخفيف اللام .
قال النحاس : وأبينها القراءة الأولى ، والدليل على ذلك أنهم قد قرأوا جميعا : والجبلة الأولين بكسر الجيم والباء وتشديد اللام فيكون جبلا جمع جبلة واشتقاق الكل من جبل الله الخلق أي خلقهم ومعنى الآية : أن الشيطان قد أغوى خلقا كثيرا ، كما قال مجاهد ، وقال قتادة جموعا كثيرة وقال الكلبي أمما كثيرة ، قال الثعلبي : والقراآت كلها بمعنى الخلق ، وقرئ جيلا بالجيم والياء التحتية ، وقال الضحاك : الجيل الواحد عشرة آلاف ، والكثير ما يحصيه إلا الله عز وجل .
{ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ؟ } الهمزة للتوبيخ والتقريع والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام كما تقدم في نظائره ، أي أتشاهدون آثار العقوبات ؟ فلم تكونوا تعقلون أو أفلم تكونوا تعقلون عداوة الشيطان لكم ؟ أو أفلم تكونوا تعقلون شيئا أصلا ؟ قرئ الفعلان بالخطاب وبالغيبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.